تعقيباً على مقال تهور البطريرك و نعمة سيدي الرئيس
المذيل بتوقيع رهبان الكنيسة السريانية في العالم!؟
والمنشور على صفحات موقع السريان
بقلم المحامي نوري إيشوع
لقد أستوقفني ماورد في هذه المأساة الحقيقية التي تعكس ما يكنه كاتب المقال من حقدٍ ضغين على كل ما هو سرياني أرثوذكسي، ويعبر عن أنانية أرضية قاتلة لا تمت بصلة لا من بعيد ولا من قريب إلى الرهبنة ونذورها ولا بالرهبان للأسباب التالية:
1. الرهبنة الحقيقة هي دعوة خفية من الله يلبيها طالب الرهبانية مبرهناً على صدق نيته بشوقه إلى بلوغ الكمال المسيحي الذي هو إتحاد إرادة الإنسان مع إرادة الله بالتوبة النصوح التي يقدمها الإنسان ليكون في حالة النعمة والبر والقداسة كي يصير قي حالة شراكة مع الله فيعمل مشيئة الله متجرداً من الدنيويات كلها ويترجم الراهب الصالح كل ذلك بتطبيقه بالفعل النذور الثلاث التي قد أنشأها بملء إرادته وكامل حريته, علانية وهذه النذورهي:
أولاً : الطاعة التامة إي الخضوع لإرادة رئيسه الروحي ومرشده. !! هذا البند نفذه كاتب المقال بالحرف!
ثانياً : الفقر الأختياري وهو إلا يملك من متاع الدنيا شيئاً البتة وهذا إيضاً نفذ!
ثالثاً : البتولية وهي أن لا يتزوج ويصون نفسه عفيفاً وهذه النذور هي وعد الله صادق يلتزم به الراهب طيلةً حياته. (مستنبط عن الرهبنة في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية.)
سؤالي للقراء الأجلاء هو : هل تنطبق هذه الصفات على كاتب المقال الذي لا يخلو من الحقد والضغينة ويكيل الأتهامات واتخاذه صفة رهبان الكنيسة السريانية في العالم لا لسببٍ واحداً فقط لإنه لم يكن أحد الأسقفيين المرسوميين لا بقرار سيدنا البطريرك بل بقرار من المجمع الذي يعتبرها راهبنا الجليل قرارات سخيفة (هذه هي الرهبنة الحقيقة) قرارات المجمع المقدس هي سخيفة بنظره إي طاعة وإيمان و محبة هذه؟؟. وانا أشك في رهبنته حتى لو كان لابساً ثوب الرهبنة.
2. أما ماورد في المقال العتيد إن دور البطريرك هو تنفيذ أحكام القانون الكنسي نجيب :
قداسة البطريرك هو الذي حافظ ويحافظ وسوف يحافظ على قانون كنيستنا ودستورها و طقوسها منذ أن كان راهباً وحتى تاريخ أختياره من الرب بأصوات المجمع المقدس ليكون خليفة مار بطرس الرسول هامة الرسل ويكون الصخرة الصلبة التي بها ومن خلالها تتحطم أمامها كل موجات الحقد والشر والإنانية التي تحاول دكها من خلال من سخرهم أبليس لتشويه إيمانها القويم والذي يكيل الإتهامات عليه تقديم الدليل والبرهان لا ان يشتم ويشهر لمجرد حلم أرضي لم يحققه بعد..
3. ورد في المقال وبالحرف : لا بد أن يكون بحق وحقيقة البطريرك متعلماً ومستنيراً دارساً علومه الشخصية ودراساته اللاهوتية وليس ضحية موضات!
• نجيب فاقد الشيء لا يعطيه وفاقد العلم والمعرفة لا يعّير الأخرين به، فالموضة الجديدة التي تتحدث عنها جاء ذكرها في الكتاب المقدس على لسان ربنا وفادينا يسوع المسيح وهذا دليل عدم إلمامك حتى بالكتاب المقدس "" لأنكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الان الى راعي نفوسكم واسقفها"" 1بط2 : 25 وكذلك هذا الذي تعتبره موضة جديدة هي ركيزة أساسية في قانون كنيستنا ودستورها (وبحسب تعليم بعض آبائنا أن الرب رسم رسله أساقفة عندما «أخرجهم خارجاً إلى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد إلى السماء»(لو 24: 50و51) وبموجب الرسامة ينال الأسقف: سلطان التعليم والتبرير والتقديس والرعاية والقضاء والتعليم.)
• أما تعمدك تجاهل التحصيل العلمي و اللاهوتي لقداسته فإليك التالي:
انضم قداسته عام 1977 إلى أكليريكية مار أفرام اللاهوتية في دمشق (عندما كان المطران يوحنا إبراهيم مديراً له عاده الرب إلى أبرشيته سالماً معافى وفك أسره ا)، تخرج منها عام 1982، سافر إلى مصر ودرس في كلية اللاهوت لدى بطريركية الأقباط في القاهرة وتخرج منها عام 1988 ثم أكمل دراساته اللاهوتية العليا بين ايرلندا وانكلترا لمدة خمس سنوات ونال شهادة الدكتوراه عن أطروحة بعنوان “رموز الصليب في كتابات الآباء السريان دراسة في اللاهوت الرمزي”، ورُسم بعدها عام 1996 مطراناً لأبرشية شرقي الولايات المتحدة الأمريكية، (وكان أول مطران يُرسم في مدينة القامشلي السورية. ثم إختاره الرب بأصوات المجمع المقدس بطريركياً خليفةً بطرس الرسول هامة الرسل وليس بنعمة سيدك الرئيس كما ورد في إتهامات، ليقود كنيستناالسريانية إلى شواطئ الأمان والإيمان لتعتلي الدور القيادي في الإيمان الذي فقدته لعقودِ خلت.
4. أما ماجاء في تطرقك إلى إستبدادية قداسته وعجرفته ومعاملته المطارنة القدامى و الكهنة بالعدل؟؟ هل لم شمل أبناء الكنيسة وإعادة المحرومين إلى حضنها رغم عدم موافقة المطران تعتبره قراراً إستبدادياً؟ هل محاسبة رجال الدين على قراراتهم الخاطئة وتصرفاتهم التي تنافي سمو عصاهم الرعوية تعتبره باطلاً وغير عادل؟ قل لنا أي من المطارنة القدامى تقصد : الذي ترك خرافه وهرب بجلده؟ أم الذي فتح مكاتب أبرشيته دكاكيناً للطلاق؟ أم الذي خرج عن دستور كنيستنا وضرب إيمان أبائه و اجداده عرض الحائط أو هؤلاء الذين فقدوا المحبة والإيمان و ضربوا بعصا الحرمان كل من يخالفهم الرأي؟ أو الذي باع وزناته من أجل حفنة من الدولارات؟ حدد من هم الذين تقصدهم من المطارنة القدامى ؟ كي نستطيع الرد بأكثر شمولية.
5. مضى ما ينوف عن عام واحد فقط على تربع قداسته على كرسي أنطاكية للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة، جاهد جهاداً حسنا وبشرتنا أعماله الخيرة بالخير على مستقبل كنيستنا:
* أعاد المحرومين في لوس أنجلس مع الخوري الأب جوزيف ترزي إلى احضان الكنيسة الأم.
* زار المناطق الساخنة وعرض حياة قداسته للخطر في سهل نينوى في العراق و القامشلي وذلك لرفع معنويات أبنائه وبناته والشد من أزرهم والمشاركة في معاناتهم و سد إحتياجاتهم وذلك من خلال إنفاق الملايين من الدولارات لمساعدتهم وذلك كله بهمة شعبنا السرياني المنتشر في المهجر باركهم الرب. وهذا دليل طاعة ومحبة وثقة المؤمنين بقداسته.
* أعاد للكنيسة السريانية أمجادها بعقد إجتماعات عديدة مع أحبار الكنائس الشرقية في الشرق الأوسط لتوحيد الكلمة من أجل مجابهة المستجدات في منطقتنا وأعاد للكنيسة رونقهأ. وأكان أخرها لقائه قداسة البابا فرنسيس في الفاتيكان.
* سفراته المكوكية في العالم وتحمله عناء السفر وهو يفرش كراسي الطائرات فراشاً ليأخذ قيلولة (غرفه الفاخرة كما جاء في المقال العتيد) لينقل للعالم وقادتها وبرلماناتها معاناة شعبنا وتعرضه لإبادة جماعية لاننا خرافأ تسلم رقابها للجزار. وهذا الذي دعى إليه قداسته بحمل السلاح للدفاع عن النفس وسؤال موجه إلى ممثل رهبان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، هل تريد أن تدخل داعش على أهلنا وبيوتها في الجزيرة السورية ويغتصبوا بناتنا وأخواتنا وزوجاتنا أمام أعيننا لانك تعارض حمل السلاح وتتهجم على قداسته لإنه بارك دفاعهم عن أرضهم وأعراضهم وأملاكهم وانا واثق كل الثقة لو عارض قداسته حمل السلاح سوف نراكَ في مقدمة من يشن هجوما عليه وكنتَ إتهمته هذه المرة بالتواطئ مع داعش.
6. نعم ! ثورة الكنيسة يجب أن تبدأ من الرهبان ليس فقط قريبا بل عاجلا. ثورة يعلنوها على أنفسهم (طبعاً التعميم مرفوض) يرموا أحقادهم وأنانيتهم خارجاً، ثورة يعلنوها على أنفسهم بترك مدن الأضواء ومغرياتها ""27 «قد سمعتم انه قيل للقدماء: لا تزن. 28 واما انا فاقول لكم: ان كل من ينظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه"" مت 5: 28 والعودة إلى قلاياتهم (صومعاتهم للصلاة والتعبد في أديرتنا في طور عبدين) كما نذروا انفسهم وتعهدوا أمام الرب بنبذ الدنيويات و ترك الهرولة وراء درجة الأسقفية. ثورة يعلنوها على أنفسهم بالأمتناع عن التدخين وقيادة السيارات الفارهة والنوم في شقق فاخرة يدفع ثمنها المؤمنون. ثورة أن تطهرهم من أحقادهم القاتلة لإنها سوف تبدأ بهم أولاً، ليستحقوا بجدارة حمل إسم راهب ويتحلوا بصفاته السامية الثلاث الطاعة والعفة و الفقر الأختياري. لو كنتُ مستشاراً لقداسته كنتُ سأطلب منه أن يدعوكم جميعاً إلى مركز البطريركية وأرسالكم إلى اديرة طور عبدين (دير ماركبرييل ودير الزعفران و العطشانة) لتمارسوا رهبنتكم بالتعبد و الصلاة والصوم حتى يتوب عنكم ويمسح أحقادكم ويقتل أنانيتكم ويخمد احلامكم الأرضية الزائلة).
الثورة عزيزي ممثل رهبان الكنيسة السريانية في العالم لا يستطيع أن يقوم بها من يختبئ وراء اصابعه ويعلن هجومه على قيادته الروحية ورئيسه الروحي المباشر طاعناً بكل الأدبيات والقيم الإخلاقية والدينية و الأنسانية. و ثق تماماً بان قداسته يعرفك جيداً إينما كنت ولكن محبته الأبوية اللامتناهية تمنعه من محاسبتك ومحاسبة غيرك. لانه جاء ليجمع لا يفرق ولكن للصبر حدوده ولا تنسى إيضاً بإن للأبوة سلوكياتها ومبرراتها للتاديب والعقاب.
** قداسة البطريرك حفظكم الرب وأخذ بإيديكم ومنحكم الحكمة وقادكم بالروح القدس لقيادة كنيستنا المباركة إلى شواطئ المحبة والإيمان لتبقى كما كانت منارة إيمانية وصخرة تتحطم أمامها كل قوى الشر وأعوانهم. وكلنا ثقة بإنكم الخليفة المناسب في الزمن المناسب. ثابروا على ما نذرتم أنفسكم لأجله والشعب السرياني بملايينه معكم وتشد على إيديكم المباركة.
كندا في 18/07/2015