
الكتاب عن تاريخ وديانة وحضارة السريان
وتم توقيع الكتاب في هذا اليوم الأحد 11 - 11 - 2012 بعد القداس الإلهي وشرح عن سبب صدوره لهذا الكتاب وما يحويه حيث قال :
هنالك عبارة في التاريخ العالمي تقول مهد المدنية في بلاد ما بين النهرين وحين نقرأ هذه العبارة المكونة من ثلاث كلمات هي ( المهد , المدنية , بلاد ما بين النهرين ) هذه الكلمات الثلاث لحقيقة واحدة ثابتة لا يمكن ان تمحى .
1 – المهد : في السابق وهذه عادة قديمة كان الطفل يوضع في المهد وكانت الأم تهزه بيدها فيشعر الطفل بطمأنينة وسلام وآمان وحنان الأم وكان يكبر في حنانها ومحبتها , طبعاً نوع المهد وشكله له تأثير كبير على راحة الطفل , فعندما يكون المهد جيد وذو نوعية فاخرة يمنح الطفل أماناً واطمئناناً أكثر ويكون متعافياً , وهنا نقصد بالمهد هي بلادنا والطفل نقصد به المدنية .
2 – المدنية : نقصد بها التراث والحضارة والمهن واللغة والتجارة والدين , هذه كلها تثبت هوية الإنسان وهوية الشعوب , وعندما تكون المدنية كبيرة وعظيمة هذا يعني أن شعبها كبير وعظيم في تاريخه وتراثه , والشعوب القوية اكتسبت قوتها وثبتت ركائزها من مدنيتها العظيمة , أما الشعوب الضعيفة فهي ضعيفة المدنية ولهذا لا تكبر وتذوب وتتلاشى وتصبح كالرماد .
3 – بلاد ما بين النهرين : إن تراب ما بين النهرين تراب خيرات , وهذه الأرض المعطاء على ضفاف دجلة والفرات أثمرت كل الخيرات , وهذين النهرين هما شرايين هذه البلاد والتي منحت الحياة للبشرية , وشعبنا عاش حياة رفاهية وسعادة وعظمة حول هذين النهرين , وتميز هذا الشعب عن بقية الشعوب بالتقدم والتطور والرقي روحياً وجسدياً , بل كان خالقاً للصناعة والثقافة وللعمارة والزراعة وللطب وكل العلوم وهذه نطلق عليها تسمية المدنية .
شعبنا السرياني الذي سكن من دجلة وحتى قبرص هو شعب ذو تاريخ مجيد وصاحب حضارة ومدنية وتراث , هذه المدنية التي شبهناها بالطفل الذي كبر في المهد وترعرع في أحضان أمه الحنون هي كذلك خلقت وكبرت وترعرعت في هذه المنطقة من خلال شعب عظيم ومعطاء , وهذا الشعب أنجب ملوك وأباطرة وعظماء وعلماء وله فضل كبير على البشرية جمعاء , اليوم ونحن نعيش هذه المدنية والرقي في بلاد الغرب إنما أخذوها من تلك المدنية , من حضارة بلاد ما بين النهرين وهم شهود على ذلك , لكن مع الأسف الشديد بعد السيفو والمذابح التي حلت بنا منذ أكثر من 1600 عام , حاولت هذه الشعوب الهمجية أن تذوب وتهمش وتمحى تلك الحضارة والمدنية التي هي نبع ومصدر كل الحضارات , لكن الغرب استفاد منها وتطور من تلك المدنية التي كانت اللبنة الاساسية له ووصل إلى قمة الرقي والتطور والنجومية .
والرب يسوع المسيح له المجد يقول سيأتي يوم وهذه الحجارة ستشهد لكم . لذلك مدنيتنا وحضارتنا شاهدة لهذا اليوم .
لقد قمت بتأليف هذا الكتاب عن تاريخ وثقافة وديانة السريان وهو مليء بشواهد عن هذه الحضارة التي ورثناها عن الأجداد العظام الذين أناروا الطريق أمام شعوب العالم , هذا الكنز الذي ورثناه عبر هذه الأجيال اليوم أقدمه لكم ولخدمتكم كي تأخذوا منه الدروس والعبر وعلى وجه الخصوص لشاباتنا وشبابنا من هذا الجيل كي لا ينسى هويته وأصله ولكي يتذكر أجداده العظام الذين انطلقت المدنية والحضارة من لدنهم .
في أعياد الميلاد تقدم الهدايا للأصدقاء , وهنا في النمسا أجمل هدية تقدم لصديق , الكتاب , فأتمنى وأرجوكم أن تقتنوا هذا الكتاب بل تأخذوا نسخة إضافية لبيوتكم وتقدموها هدية لأصدقائكم .
أطلب من الرب أن يبارككم ويجعل هذا الكتاب بركة لكم ولبيوتكم
ونعمة ربنا تكون معكم آمين .


--------------------------------
طبعاً الأب الخوري آيدن يجيد اللغات السريانية والتركية والألمانية والعربية والإنكليزية بطلاقة مع إلمامه ببعض لغات أوربا
للمراسلة أو لطلب هذا الكتاب عبر الفاكس أو التلفون
رقم الفاكس والهاتف : 004318040916
الخوري عمانوئيل آيدن