المشرفون: إسحق القس افرام،الأب عيسى غريب
-
siryany
- عضو

- مشاركات: 135
- اشترك في: الجمعة مارس 22, 2013 12:51 pm
- مكان: Danmark
-
اتصال:
مشاركة
بواسطة siryany » الأربعاء إبريل 17, 2013 8:36 pm
ثقب إبرة

سهى بطرس قوجا
ثقب إبرة أكيد كل شخص يعرف حجمهُ، ولكن ليس كل واحدٍ يعرف أهمية وصفهِ في أمور دقيقة حياتية. ذُكر في الكتاب المقدس (الإنجيل) في قول يسوع المسيح:" مرور الجمل من ثقب الإبرة أسهل بكثير من دخول الغني ملكوت الله" (مت 19: 24)، وهناك حكمة صينية تقول:" أنظر إلى السماء من ثقب إبرة". ونحن نقول أنظر لكل شيءٍ في حياتك من خلال ذاك الثقب الصغير، لكي ترى من خلالها كل شيءٍ كبيرٍ دقيقًا ومضبوطًا.
هي جميعها دعوات تدعو إلى نبذ الأمور الدنيوية والتمسك بالحياة الآخرة، الحياة الغنية بمحبة الله وتوبتهِ وغفرانهِ، وأيضًا دعوة إلى الأمل والتواصل والتفاؤل والتخلص من كل يأس وهمّ وظلمة، هي نداء للحذر من تكالب الخطوات في متاهات الحياة من خلال الانشغال بالمال وجمعهِ بشتى الأساليب، هي دعوة جميلة للبحث عن نافذة حتى لو كانت صغيرة بصغر ثقب الإبرة، ليطل منها على شروق جديد وخيط أمل يتمسك به، هي دعوة لتذكر الذات وعدم نسيانها! المال نعم ضروري لتسيير أمور حياتنا، هو وسيلة وليس غاية وقيدًا وأسلاك شائكة تفصل الذات عن الجسد وعن الآخرين وتضيعها في متاهات وأزقة الحياة.
يقول:" كثقب إبرة أرى الدنيا الآن وأضيق مما تتصورون وتتخيلون، تهتُ، ابتعدت، خسرت، ضيعتُ، شوهتُ، خذلتُ وخُذلت كثيرًا وبعدها خرجت من كل شيءٍ كانَ بلا شيءٍ يكون، وثقت بالجميع وأحسنتُ ظني بهم بلا حدود، وعلى غفلة فقدت الثقة ومعها فقدت ذاتي! أنها لخسارة كبيرة حين تحسُّ أنكَ مجرد آلة كلما تباطأت في حركتها تدهن بالزيت، تمامًا كالجوع عندما يحل يسد رمقهُ بلقمةٍ! لازلت أبحث عن ذاتي التي تركتني في غفلة من الزمن، فهل من الممكن أن نتلاقى حتى ولو صدفة أنا وهي، أم هي ماضية في طرقاتها بعيدًا عني، بسببي أنا؟!".
فجأة تشعر بأنك أنتَ لست أنت، وكلماتك ليست ملكك، ومجهودك ليس من عملك، وخطواتك تاهتْ منك، تنظر لنفسك في المرآة تلمح إنسانًا آخر، تبحث في أعماقك تجد شخصًا آخر يسكنك! أين أنتَ من نفسك، لا تعرف؟! ترى ما الذي جعلك ترى الحياة بوسعها كثقب إبرة صغير؟! من جعلك تنسى ذاتك وتتخبط في طرقات الحياة وحيدًا؟! من جعلك تعيش الاغتراب مع النفس والغفلة عن الحياة؟! من الذي جعلك تتمنى أن تجتمع بذاتك مُجددًا؟! بالتأكيد تكون أنت نفسك السبب الرئيسي لكل هذا، إن لم يكنْ هنالك من سلب إرادتك وجعلك تعيش الأغتراب والغياب عن الحياة وأنت حيٌّ!
ما نفع العالم لو ربح الإنسان كل شيءٍ فيه وخسر نفسه! كل شخص مُحبًا لأمور الدنيا وللمال، يجعل من نفسهِ وفكرهِ عبدًا لهما، مُسيرًا بهما، مكبلاً بأغلالهما، سالكًا طرقاتهم! وبالرغم من كل ما يملك ألا أنهُ يعيش الفراغ مع نفسهِ والضياع وفقدان طعم الأشياء ومعناها! هي ليست دعوة لنبذ المال أو الاستغناء عنهُ كليًا، بل التعريف بأنهُ ليس كل شيءٍ بالحياة، وليست لهُ تلك الأولوية التي البعض يترك كل شيء في حياتهِ حتى أقرب المُقربين إليهِ، مُتمسكًا به. الحياة أجمل وأبسط من ذلك إذا عرف طبعًا كل واحدٍ كيف يجعلها بسيطة ببساطة روحهِ وجماليتهِ.
عش الحياة دون تفكير وسبق أحداث للغد، كل يوم لهُ تدبيرهُ وكل ساعة لها دقائقها، لا تستعجل ولا تركض في سنينك دون راحةٍ، أشعر بروعة يومكَ، وفكر بعمق بذاتك التي هي بحاجة لك أكثر، هي من تجعلك إنسانًا يعرف ويحسّ بقدرهِ! خصص لها كل يوم بضع دقائق لتتحدث معها وتُجالسها وتحتسي معها فنجان قهوة على كرسي في حديقتك أو تحت ظل شجرة خضراء تتطاير من بين وريقاتها نسيمات هواء رطبة، وتغردّ على أغصانها الطيور أنشودة الأمل والتفاؤل والحياة. وجه نظرك للسماء والى الغيوم التي تتحرك في فضائها لتعلم وتدرك أن الحياة نبض دافئ مُتدفق بأجمل المشاعر الإنسانية، وليس صخر تقع عليك تحطمك، عطر أنفاسك بأريج الزهور لتبتسم ابتسامة ملئ فمك نابعّة من بين ثنايا أعماقك لكل ما هو موجود بالحياة، والذي أنتَ هو أحد هذه الموجودات
***************
SIRYANY
-
المرفقات
-

- ثقب إبرة.jpg (60.06 KiB) تمت المشاهدة 2874 مرةً
-
نوال متي الطوري
- عضو

- مشاركات: 167
- اشترك في: الأحد يونيو 19, 2011 5:50 pm
مشاركة
بواسطة نوال متي الطوري » الخميس إبريل 18, 2013 11:39 pm
انا احب ان اوضع ان هناك خطا لغوي عند الكثير
الجمل ليس الكائن الحي الجمل بسنامه وشحمه ولحمه
الجمل هو ( الجُمل) والمقصود به حبل السفينة الذي يكون سميك صعب دخوله في خرم الابرة الصغيرة وشكرا
-
فريد توما مراد
- عضو

- مشاركات: 742
- اشترك في: الجمعة أغسطس 24, 2012 10:38 pm
مشاركة
بواسطة فريد توما مراد » الجمعة إبريل 19, 2013 5:47 pm
بالحقيقة لم أرد التعقيب أبداً حول هذا الموضوع
الذي أثار جدلاً كبيراً حول ماهيّة الكلمة ، وهل ما
قصده السيد المسيح كان ( الجَمَل ) الحيوان
أم ( الجُمَل ) الحبل الغليظ الذي يستخدم عادة للمراكب ..
ورغمَ أنني منذ البداية أميل إلى المعنى الآخر لبعض
الأسباب ، وأذكر منها :
1ً- لاأظن أن السيد المسيح له كل المجد عندما
ضرب هذا المثل لم يدرك مدى التباعد وعدم التناسق
المعنوي والعملي بين الجَمل الحيوان والإبرة ..
2ً- أنا أستبعد كليّاً وجود جَمل في تلكَ اللحظة عندما
ضرب السيد المسيح هذا المثل ، بل على العكس ربما
وجوده في تخوم اليهوديّة ، وربما على ضفّة البحيرة
حيثُ الزوارق والمراكب والحبال الغليظة
التي كانت تستخدم لربط الزوارق على الشاطىء ...
أو من منطلق تعامله مع البحر والبحَّارة والصيَّادين
أشار إليها السيد المسيح وقال هذا المثل ..
3ً- العلاقة المباشرة بين الخيط ( الحبل- الجُمَل) والإبرة ،هي
أقرب إلى العقلانيّة من ، العلاقة بين الجَمَل ( الحيوان ) والإبرة ..
ولكن أين تكمن المشكلة ؟
المشكلة وما فيها ، وكما نعرف أن تغيير أي حرف أو ساكن
أو إشارة حركيّة أو صوتيّة ، في اللغة العربيّة ، قد تؤدّي
إلى تغيير المعنى بأكمله ..!
وإذا رجعنا إلى الكتاب المقدّس ، وبالتحديد إلى ( متى 19 : 24 )
نلاحظ أنها جاءت بهذا الشكل : ( جَمَل ) الحيوان الصحراوي
وليس ( جُمَل ) الحبل الغليظ .. ومن هنا كانت الحيرة بين الكلمتين
وبين المَعنَيين ..!
فهل أخطأ الكاتب في كيفيّة التشكيل ؟ ....الله وأعلم .
أم سقط التشكيل سهواً ؟ ...أيضاً الله وأعلم .
أم أن السماء والأرض تزولان ، وحرفاً واحداً من الكتاب لا يزول ؟
مع فائق أحترامي وتقديري .
ملاحظة :
هذه المداخلة كانت من وجهت نظري الخاصة ، وليس للموقع
الكريم علاقة بها ..! لهذا أتمنا إذا وجِدَ لاهوتيين أو متخصصين
بهذا الشأن يستطيعون إفادتنا أكثر ، فنحنُ نرحِّب بمداخلاتهم
وتوضيحاتهم وتعقيباتهم ، بكل رحابة صدر .
والله وليّ التوفيق .
المراجع :
الكتاب المقدّس – طبعة المركز العالمي للكتاب المقدّس .
المعجم العربي الحديث( لاروس) : الجُمْل .. جمعها جُمَّلْ – حبل السفينة الغليظ .
الجَمَل : حيوان صحراوي من رتبة الحافريّات المجترّة .
المنجد في اللغة والإعلام : الجُمَل والجُمْل والجُمّل – الحبل الغليظ
قيل له ذلك لأنّ قوى كثيرة جُمعت فأجملت جُملة .
الجَمَل : حيوان صحراوي ذو سنام أو سُنامين .
قاموس المعاني : الجُمْل والجُمَل والجُمّل – الحبل الغليظ
الجَمَل : الكبير من الإبل ، من الفصيلة الإبليّة .
-
الدكتور بشير متي الطورلي
- مشرف

- مشاركات: 1421
- اشترك في: الجمعة فبراير 18, 2011 11:45 am
مشاركة
بواسطة الدكتور بشير متي الطورلي » الاثنين إبريل 22, 2013 5:30 am
أخوتي ألأكارم السيد المسيح له ألمجد أراد توضيح حقيقة مهمة بهذا المثل فهو يريدنا أنْ لا نعتمد على الغنى المادي بل أنْ نتكل على نعمة ألله في حياتنا ونلقي عليه همومنا وأحمالنا وهو يعولنا أما بخصوص كلمة الجَمَلْ فهي ( ألجُمَّلْ ) وهو حبل السفينة وليس الجَمَلْ الحيوان المعروف.
ألشماس ألأنجيلي
بشير الطورلي
-
فريد توما مراد
- عضو

- مشاركات: 742
- اشترك في: الجمعة أغسطس 24, 2012 10:38 pm
مشاركة
بواسطة فريد توما مراد » الخميس إبريل 25, 2013 12:02 am
قلتُ في بداية مداخلتي بأنني لاأريد أبداً التعقيب
حول مثل هذه المواضيع ، وقلتُ في نهاية مداخلتي :
إذا وجِد لاهوتيين أو متخصصين بهذا الشأن ، يستطيعون
إفادتنا أكثر ، فنحنُ نرحّب بتوضيحاتهم ، بكل رحابة صدر .
أمّا الذي دعاني للتعقيب والرد هو مداخلة الأخوات
نوال متّى الطورلي ، وجورجيت حردو ، اللواتي أبدين
رأيّهنَّ في الكلمة وقلن على أنها تعني ( الحبل الغليظ )
وليس الجمل الحيوان ، دون تقديم أيّ إيضاح أو دليل ..
بعدها دخل الأخ الدكتور بشير الطورلي على الخط ليؤكد
على أنها تعني الحبل الغليظ .....
ثم تفضل الأخ المهندس إلياس قومي وجاء بمداخلة غنيّة
أستشهد فيها ببعض الآيات من الكتاب المقدس ليُثبت لنا
بأن ليس بمستحيل عند الله ، والكلمة تعني الجمل الحقيقي
وليس شيئاً آخر .. وأضاف قائلاً : أن من وضع حركة الفتحة
على حرف الجيم ، لم يكن غائباً عن باله حركة الضمة ..!
ثم أضاف قائلاً : إن ماأخشاهُ هو أن يأتي أحدٌ كي يفسِّر الجبل
على أنّه جمل ، أو جبل الخطيئة .. لا ليس من باب للفرضيّات
ها هُنا .. ثمَّ يتابع ليقول : أرجو أن أدركتُ ما أردتُ توضيحه .
أخي العزيز م .إلياس :
نحنُ قلنا من البداية يجب أن تحترم كل الآراء ، وإن لم يكن هكذا
فمن الأفضل أن تتوقف التعليقات والمداخلات ووجهات النظر …
فعندما أبدى الأخوة والأخوات آرائهم في كلمة الجمل
( ومن جملتهم أنا )لاأظن كان في ذلك تعدّي على الجوهر أو الذات
الإلهية ، ولم ترتكب أية خطيئة من جَّراء هذا ، لايهم أبداً إن
كان الذي يمر من ثقب الإبرة جملاً أم فيلاً أم حبلاً غليظاً ، لطالما
الهدف والمغذى من المثل هو الغني والمال ( وطبعاً ليسَ كل غني )
أمّا الموضوع الذي أبديتَ خشيكَ منه وهو أن يأتي أحّدٌ كي يفسِّر
الجبل على أنّه جمل ، أسمح ليّ أن أقول : نعم قد يحدث ..ولكن
يجب أن يكون هذا الشخص في أعلى مستويات الغباء…
وبما يخص الآية القائلة : الأرض والسماء تزولان ، وحرفاً
من الكتاب لايزول …..! ( وهذا قولٌ حق )
لكن نحنُ قلنا لربما سقطت سهواً خلال النقل والطباعة ، حركة
الضمّة ، وكانت بدلاً عنها الفتحة ، وأعتقد ليس في هذا حرجاً أو
نقضاً للآية الكريمة ..وهذا يحدث كما أسلفنا ، ليس عمداً ، إنّما سهواً
وعلى سبيل المثال جاء في أنجيل متى ( 27 : 9- 10 ) : حينئذٍ تمَّ ما قيلَ
بإرميا النبي القائل، وأخذوا الثلاثين من الفضَّة ثمنَ المثمَّن الذي ثمَّنوه
من بني إسرائيل ، وأعطوها عن حقل الفخاري كما أمرني الربُّ .
هذه الآية ياأخي غير موجودة في سفر إرميا النبي ، إنما تجدها في
زكريّا ( 11 : 10 – 13 ) ….!!!
كانت غلطة مطبعيّة لإسمٍ كامل وهو زكريّا ، ليحل بدلاً عنه إرميا .
فما رأيكَ ياأخي ؟ أهل هذا يعتبر زوال وتحريف أم غلطة وقعت سهواً
وبقيت هكذا في كل نسخ الكتاب المقدّس ..
قلنا ياأخي منذ البداية رأينا في كلمة ( جمل ) وأظن لم نرتكب خطيئة
والسيد المسيح له المجد يقول: أبحثوا عن الحق والحق يحرركم .
ونحنُ رأينا من وجهة نظرنا ( كما هي وجهة نظر الكثيرين ) بأنّ
كلمة ( جُمّل ) التي هي الحبل الغليظ ، هي أقرب إلى الإبرة من ( جَمل )
الذي هو الحيوان ، وأيِّهما أقرب إلى العقلانيّة من أن نقول مثلاً :
أنتشلهُ( كالشعرة) من العجين …
أم نقول :
أنتشله( كالشمعة) من العجين …
أليست الأولى منطقيّة أكثر من الثانية ؟
لاأريد أن أطيل أكثر من ذلك ، سوى أن أدعو لكَ ياأخي العزيز
من الرب بالموفقيّة والصحّة والسعادة والعطاء المستمر .
مع أحترامي الشديد لمداخلتك وآرائك القيّمة .
فريد
-
الدكتور بشير متي الطورلي
- مشرف

- مشاركات: 1421
- اشترك في: الجمعة فبراير 18, 2011 11:45 am
مشاركة
بواسطة الدكتور بشير متي الطورلي » الخميس إبريل 25, 2013 5:38 pm
[b
]ألأخ أستاذ فريد ألمبارك
أعتقد أنَذ الغاية واضحة مِنء هذه ألآية وهي أنء لا يكون الغنى المادي غاية في حدِّ ذاته لأنَّ الكثير من ألآباء وألأنبياء في مسيرة البشارة الطويلة كانوا أغنياء مادياً ولكن كانوا أيضاً أغنياء بالروح أولاً ولم يتكلوا يوماً على غناهم المادي لذا نجحوا أما ألأتكال على المال ومحبته فهما أصل الشرور وما يتعرض له عالمنا اليوم مِنْ مآسي سببه هو وضع المال إلهاً يُتَعََبدُ له لذا يجب أنْ لا نأخذ المعاني الحرفية لأنَّ الحرف يقتل والروح يُحي كما يقول الرسول بولس ولنسلك بالمحبة لأنَّ ألله محبة .
أخوكم
الشماس ألأنجيلي
بشير الطورلي[/b]