أجل إن الثقة لها القدر الكبير في تحقيق الراحة والهدوء في حياتنا
ولكن الى أي مدى أن تبقى هذه الثقة مصدراً لسعادتنا .
وهل دائمٌ هو ذاك الشعور الذي تجلبه لنا تلك الثقة ، ومايحل في نفوسنا من فرح.
هل حقيقة هو ما يمنحنا هذا الذي صار لنا مثل إلهاً آخر نعبده
وأعني عملنا ،مهنتنا ، وظيفتنا ، وأموالنا ....
أي سلام يستطيع أن يجلبه لنا صديقا ، أخاً ، قائدا أو زعيما .
أي سلام يمنحنا هذا الجهاز الذي يوصلنا الى أحبتنا خلال ثواني لنراهم ونلتقي بهم ونحادثهم
كل هؤلاء يأتون لنا بالسلام ويمنحوننا الثقة والراحة
لكنه يبقى سلاماً مشروطا ً ، سلاماً غير آمناً ، سلاماً مؤقتاً لادائماً .
إذ بمجرد أبدينا لسبب ما عدم التزامنا ورغبتنا مع الطرف ذاك
سرعان ما كل شيء يتدهور نحو المزيد من القلق والخوف والأرتباك.
من منا لايخاف ويقلق إن لاسمح الله توقفت أعماله أو مرض ولده.
من لاسمح الله لايقلق إن فقد زوجةً أو شريكاً ، مالاً أو خسر بيتأً .
من منا لاينزعج إذا أضاع ولو جهاز الأيفون الذي يمتلكه الكثيرون
وهاهي الشركات الصانعة تخرج بين الحين والأخر جهازا أحدث
لنستبدله ... وهكذا نبقى نلهث لنلحق ببعض من سلام خجول .
مثل سراب نسعى لنلتقطه وإذ به بعضا من شعاع الشمس على رمال الصحراء
أما من يبحث عن السلام الحقيقي .. من يفتش عن سلام غير متعرضا لاللمتاجرة
ولا لزعل أو للضياع هو ذاك السلام الداخلي الذي يمنحه لنا رئيس السلام
ملك السلام ، رب السلام ، منبع السلام ،

الينبوع الحي من يشرب منه لايعطش أبداً
إذاً فلنثق بمحبة الله لنا نعم يا أحبائي أن نثق بالله ولندعه يسكن فينا
يعيش معنا ، نحادثه ونشكو له ، من وحده يمنحنا سلاما داخلياً
غير قادرة أن تزعزعه لا أمواج البحر ولو تكسرت كل أطراف تلك السفينة
لأننا نؤمن إننا بيد أمينة لاتتركنا ولو مشينا على الماء لن تتخلى عنا أبداً
هنيئاً لذاك الزوج من سلم أمره للرب .
واثقين إن شعرة واحدة لاتسقط من رؤوسنا من دون إرادته
هو من سلمناه أمر حياتنا ودفة سفينتنا
شكراً لك أختنا المباركة تيودورا سليم ..ما أحوجنا إلى مثل هذه المواضيع الروحانية
من تمنح نفوسنا الراحة والعزاء .
