إلى أكراد سوريا والعراق: العروبة تليق بكم ...

[المهندس إلياس قومي]

[center]إلى أكراد سوريا والعراق: العروبة تليق بكم ...علي رمضان


تعلمتُ فيما تعلمت –من خلال ما اعتدنا على تسميته سابقاً بالعيش المشترك- كيف استطاع إخوتنا الكرد في سوريا الضحك على شريحة واسعة من السوريين عبر إقناعهم بأن الأكراد هم أتعس قومية في التاريخ، وبأنهم مسلوبو الحقوق في أرضهم التي تسيطر عليها حكومات مستعمرة (تركيا والعراق وسوريا)... مستفيدين من وضعم كمضطهدين سابقاً وكقوة أمر واقع حالياً، ومعتمدين في ذلك على ذاكرة السمك التي تتمتع بها غالبية الناس الذين لا يعيرون أدنى اهتمام لمدى صدقية ما يقال، ولا يبذلون أدنى جهد في مراجعة التاريخ (الحديث جداً) ليكتشفوا بسهولة بالغة سذاجة الكذبة.

ولكن، والحق يقال، معظم أكراد اليوم يصدقون بالفعل ما يروجون له من أكاذيب، وهذا كما نعلم ثمن التربية الرشيدة التي تمتعت بها أجيال وأجيال من الشعب كله، وثمن سلطات أكثر رشداً ساهمت بحكمتها المفرطة في دفن الحقائق تحت سابع أرض، فالكثيرون لا يعلمون شيئاً عن مجازر بدرخان في أواسط القرن التاسع عشر، أو مجازر سيفو في مطلع القرن العشرين، التي قام بها الأكراد بحق سكان المنطقة الأصلاء (السريان بأنواعهم)، والتي أسفرت عن استيطان أعداد كبيرة من الأكراد في أراضي هؤلاء التعساء الذين وضعهم حظهم العاثر في منطقة فاقدة للسيادة تتوسط العثمانيين والإيرانيين، وقد استغل العثمانيون أتباعهم الكرد (وهم إيرانيون أصلاً) على أحسن وجه في جبهتين: الأولى استخدامهم كخنجر في خاصرة إيران من باب القرابة المذهبية بين الكرد والترك في مجابهة الخصم الإيراني الصفوي الشيعي، وثانياً استخدام الكرد المنتشرين كرعاة متنقلين أنصاف بدو في سوريا والعراق لسحق المكونات المعادية للسلطة العثمانية سياسياً ودينياً، فكانت المجازر الأكثر إرهاباً في التاريخ الحديث، والتي ألغت وجود الملايين من سكان المنطقة قتلاً، وتشريداً لمن لم يقتل، ومن ثم السطو على أملاك السريان المقتلعين من أرضهم، وهكذا تحولت أرض آشور والجزيرة السورية بقدرة قادر إلى "كردستان"، كما تحولت فلسطين فيما بعد بقدر القادر ذاته إلى إسرائيل، وقد يستغرب أحدنا لماذا لم تحظ الحالتان بنفس المقدار من الاهتمام، لكن الاستغراب ينتهي عندما نتذكر أن المعتدين مسلمون والضحايا غير مسلمين أو مستعربين في الحالة الأولى، بينما العدو يهودي والضحايا معظمهم مسلمون مستعربون في الحالة الثانية.

ولكي تكتمل الحبكة كان لا بد من مسحة تزوير خفيفة نظيفة للتاريخ القديم تساعد على طمس ما يجب طمسه من أحداث التاريخ الحديث، فاستدعيت مملكة فارسية اسمها ميديا لم يكن لها وجود يذكر خارج إيران، سوى أنها ساعدت الكلدان على تدمير امبراطورية أشقاهم الآشوريين في القرن السابع قبل الميلاد، لتكون سلفاً تاريخياً لهم في الأرض التي استولوا عليها، ولا شك أن الأكراد تعلموا جيداً من أقربائهم العرب واليهود كيفية تزوير التاريخ بما يناسب المعطيات والأهداف.

ولأن الغاية من سرد الماضي ليست إثارة الخلافات وإحياء الثارات، ولأن الأبناء ليس لهم ذنب بما اقترف الآباء والأجداد، دافعنا وما زلنا ندافع عن حق أكراد اليوم في العيش بكرامة وحرية في الأرض التي ولدوا فيها، وإذا كانت هناك ثمة قضية كردية محقة فهي قضية حق الكردي وغيره بالمساواة والانتماء إلى الوطن الذي يعيش فيه دون أن تفرض عليه هوية عربية مستوردة ليست له (ولا لغيره من سكان سوريا بطبيعة الحال)، أما أن يقوم الكرد بفرض هويتهم على الغير (في تناقض غير أخلاقي على الإطلاق) واختلاق قصة أمة كردية مضطهدة تريد اقتطاع أرض ليست ملكها أصلاً وتهجير من بقي من أهلها الأصليين لإقامة دولة فهذا ما لا يمكن قبوله، لذات الأسباب التي لا يمكن قبول أكذوبة الأمة العربية لأجلها، فمن يريد العيش في سوريا عليه أن يقبل أن يكون سوريّاً قبل كل شيء، وإذا أراد مغادرة هذا الانتماء فليغادر، لكن دون أن يأخذ الأرض معه.

مأساة هذه الأرض تاريخياً هي في عدم إحساس بعض ساكنيها بالانتماء، والذين يصادف كثيراً أن يكونوا أصحاب قوة وقرار، وهذه ظاهرة تكررت في عدة صور أبرزها وأكثرها وضوحاً هي العروبة، وتشابه السلوكية الكردية نظيرتها العربية في محاولة محو ونسخ ثقافة وانتماء الآخرين وطمس هويتهم الحضارية وتزويرها وسرقتها، لذلك قلنا للأكراد في العنوان إن العروبة تليق بهم.
قد يبدو هذا الكلام ترفاً في زمن التفتت والتشظي الذي نعيشه، لكن لا نعلم كم سيمضي من الوقت كي نتخلص من العروبة والكردنة والتمزق... وتعود سوريا.
***
منقول ...يرجى الأهتمام[/center]

[د. جبرائيل شيعا]

التاريخ يعيد نفسه
ومن فيه عاه لا ينساها
من تعلم على القتل وتهجير الأخرين ليس بالسهل أن يكون مسالما
ومن كان لعبة في يد الغير أيضا يحاول في كل وقت أن تكون يد قوية تحمية وتمده بوتسانده

أصحاب أرض بلاد الرافدين بلاد السريان لن ولم ينسوا
المجازر التي لا تعد ولا تحصى منذ مئات السنين والاف السنين
حقا مجازر حروب الروندوز التي قام بها بدر خان واعوانه
لن تمحى مازالت آثارها باقة في عقولنا
ولن تمحى مجازر السيفو أبداً
التاريخ يحاول أن يعود
أبناء الأرض اصحابها الحقيقيون سيعودون
ولن ينسوا أبداً
ما يجري اليوم في بلاد السريان في العراق وسوريا ولبنان ليس غريب عن أحد